في دراسة اعدتها ( جامعة البصرة ) ، بالتعاون مع ( ادارة حماية البيئة العراقية )، عن فاجعة الاحتلالين ، اشارت كلية الطب الى : ولادة مامعدله ثلاثة اطفال مشوهين يوميا في ثلاث محافظات جنوبية هي : ( البصرة ) و( العمارة ) و( الناصرية ) ، كما اشارت الى ( تعقيدات ) في التشوهات الخلقية ظهرت في هذه الأيام ( الديمقراطية ) تختلف عمّا ظهر من ( تشوهات خلقية ) بعد حرب عام 1991 ، مما يؤكّد ( خطورة ) أسلحة الاحتلال التي استخدمتهما القوات الأمريكية ( متعددة الجنسيات ) التي غزت العراق عام ( 2003 ) !! .
وتأسيسا على دراسات سابقة اشارت الى : تزايد الوفيات من جراء الأمراض السرطانية ، وبشكل خاص سرطان ( اللوكيميا ) ، كنتيجة بديهية لإنتشار بقايا القذائف الحربية الخارقة للدروع المشبعة باليورانيوم المنضب ــ والتي استعملت بكثافة غير مسبوقة من قبل الجيش الأمريكي عام ( 2003 ) ــ مما رفع الحالات السرطانية المشخصة من ( 35 ) عام ( 1997 ) الى ( 74 ) من بين كل ( 100000 ) نسمة من سكان المحافظات المذكورة في ( العهد الديمقراطي الجديد ) .
كانت وزارة الصحة العراقية قد وثقت عام ( 1997 ) ان : ( 45 % ) من حالات الوفاة في المحافظات المذكورة كانت بسبب اليورانيوم المنضب الذي استخدمته القوات الأمريكية عام ( 1991 ) ضد حوالي ( 1400 ) هدف عسكري عراقي . وعد ّ دخول القوات الأمريكة في حينها ( محدودا ) !! وقد ادى الغزو الأخير ( غير المحدود ) الى ( مضاعفة ) هذه النسبة ، حسب جامعة البصرة مؤخرا ، نظرا لإرتفاع عدد الأهداف العسكرية العراقية المقصوفة قياسا الى عددها في عام ( 1991 ) ، وهذا مايؤسس لكارثة بيئية وصحية لاحصر لها في العقود القادمة في جنوب العراق والكويت وشمال السعودية .
ناشر الجرائم الإشعاعية في العراق هو ( بوش ) الأب و ( بوش ) الإبن ، في عهديهما ، طبعا وطبعا وطبيعة . واذا كانت القوانين الدولية تقف ( عاجزة !! ) عن الدفاع عن حقوق المسلمين والعرب عادة من خلال عجزها عن توصيف هذه الكارثة البيئية والانسانية : ( تدميرا شاملا طويل الأمد ) امام رغبة الدول ( العظمى ؟! ) ، التي اتحدت في منظمة الأمم المتحدة على اهانة المسلمين ، والعرب منهم بشكل خاص ، في عد ّ هذه الأسلحة ( مشروعة ) في حروبها ( المقدّسة ) التي لم تتوقف في عالمينا الاسلامي والعربي ، فمن المفيد ان نذكر القراء بين فترة واخرى بأن تأثير هذه الاشعاعات يدوم ما بين :
( 4.5 – 5.5 ) مليار سنة !! .
لاحظوا عمق الجريمة الزمني الذي عني في ( حدّه الأدنى ) :
الاستمرارية والدوام لمدة ( 4500000000 ) سنة يبقى خلالها اليورانيوم المنضب عابثا معربدا من خلال ماتبقى من اهداف عسكرية مقصوفة في جنوب العراق ومن خلال الرياح التي تهب على المناطق القريبة منه في الكويت والسعودية وايران !! .
وما سكوت إمّعات الاحتلالين عن جريمة ارتكبتها قوات الغزو مرتين الا ّ من قبيل الرغبة في تدمير الشعب والبيئة العراقية لأطول فترة ممكنة ، والا ّ علام يمنح ( عبد العزيز الحكيم ) ايران ( حقا !؟ ) بتعويض عن حربها ضد العراق يبلغ ( 1000 ) مليار دولار ، ويتذكر وجود ( اسلحة تدمير شامل عراقية ) لا وجود لها ، ولا يتذكر السرطان الذي يصيب العراقيين في كل لحظة حتى اصيب به ؟! .
ولم تسكت ( نجوم الديمقراطية ) في العراق ( الجديد ) ، ( الطالباني ) و ( المالكي ) و ( البرزاني ) و( الهاشمي ) و ( علاّوي ) ، عن كارثة بهذا الحجم مادام من ارتكبها ( سيّد ) امريكي ؟! .
معمّمو الإدارتين الأمريكية والأيرانية طالما فقعونا بانهم ( اسلاميون ) من الضلع الأمريكي الأيمن حتى نهاية العصعص الفارسي ، وملّخوا السجّادات بطبعتيها الشيعية والسنية بصلواتهم السياسية لله ، داسّين رؤوسهم ( المهجّنة ) في حاضنتي ( واشنطن ) و ( طهران ) !! فيما تشخص عيون الضحايا العراقيين على كل لابس عمّة عادة ، مفترضة انه خارج ميزان : ( الساكت عن الحق شيطان اخرس ) !! . ولكن معمّمي البيتين الأبيض والأسود في العراق لايكتفون بالسكوت عن حق العراقيين في الحديث عن هذه ( المظلومية الاشعاعية ) ، بل ويفجّرون منافسيهم على تهريب النفط العراقي ، ويكسرون رؤوس النساء ( الضالات ) عن ( الاسلام المهجّن ) بالحجارة والالآت الحادة في شوارع ( البصرة ) لأنهن لايتقيدن ( بالشادور ) الأيراني ولا القبعة الأمريكية !! .
صار هذا هو قدر الجنوب العراقي ، قدر السمك المأكول ( مذموم الرائحة ) :
سرطان من فوق : حكومة إمّعات ادمنت التحليق بالطائرات !! وسرطان من تحت : بقايا حروب لا اسس اخلاقية ولا شرعية لها !! .