كانت المرأة سابقاً ذات وضع اجتماعي غير محدود فهي صاحبة القرار في تربية أبنائها والمسؤولة الأولى والأخيرة عي تلبية مستلزمات أسراتها من تحضير الطعام والعناية بالأولاد ،إلى القيام بالواجبات المنزلية الأولى ،إلى مساعدة زوجها في عمله أيضاً . ولم تكن المرأة تعتمد على الخدم أو غيرهم في تربية أبنائها ، بل كانت المعلمة الأولى لهم ،وقد كانت تغرس فيهم المبادئ والقيم والأخلاق الفاضلة . أما تربيتها للفتيات فكانت ترتكز فيها الأم الإماراتية على تعليم ابنتها كافة المهارات المنزلية من إعداد الطعام والقيام بالأعمال المنزلية والعناية بإخوتها والصغار وإكرام ضيفها ، كي تعدها لتصبح في الغد القريب زوجة وأماً ،لأنها في سن ال 12 سنة ستكون مهيأة للزواج . وكانت الفتاة تربى منذ الصغر على عادات وتقاليد أهلها في الملبس والتقيد والالتزام بقوانين المجتمع من حولها ،كالالتزام بعدم الخروج من المنزل ،حيث لا يتم إلا بعد أن تتزوج ،وتكون زياراتها فقط للأرحام كالأخت والجدة والخالة .ولا تؤدي زيارات الاجتماعية إلا بعد أن تنجب وتصبح أماً . وهكذا كانت تربية الفتيات تقوم على الاحتشام والتدين والعفة وإكرام الضيف واحترام أسرتها وقوانين مجتمعها والتضحية غير المتناهية من أجل تكوين أسرة جديدة تكون هي نواتها ، تغرس فيها القيم التي نهلتها من أسرتها الأولى ،كما تغرس فيها الرادع الديني والتربوي والأخلاقي القوي الذي يحول دونها ودون اقتراف أي فعل مشين خارج عن أخلاق بيئتها التي تربت فيها