أكد الدكتور يوسف الحسن مدير عام معهد الإمارات الدبلوماسي على أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمه الله'' نجح في الانتقال بشعبه إلى دوائر الرخاء وتشييد مؤسسات وبناء نهضة نفاخر بها العالم·
جاء ذلك في محاضرة عقدت مساء أمس بالمجمع الثقافي تحت عنوان ''فكر زايد في السياسة الخارجية'' بمناسبة مرور الذكرى الأولى لرحيل مؤسس وباني الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والتي قدمها سعادة خلفان علي مصبح الوكيل المساعد لشؤون الثقافة والفنون بالمجمع الثقافي بحضور سعادة عبدالله العثمان السفير القطري لدى الدولة وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي ووفد من وزارة الخارجية ونخبة من المثقفين والإعلاميين· وتطرق الدكتور الحسن في الجزء الأول من المحاضرة إلى دبلوماسية زايد على المستوى الخارجي و''الدبلوماسية العامة الشعبية'' التي يقصد بها التواصل المباشر مع غير الحكومات أي المدنيين·
وتناول المحاضر فى الجزء الثاني العناصر الأساسية في مجال السياسة الخارجية التي أتت أولا على رأسها ''المصلحة الوطنية'' والتي تمثلت في نقطة واحدة وهامة وتمثلت في حرصه ''رحمه الله'' على أن يظل محافظا على الكيان الاتحادي الذي كان في السابق عبارة عن إمارات متفرقة·
وتطرق الحسن إلى أحد أهم هذه العناصر في مجال السياسة الخارجية والذي يشهد له العالم بأسره وهو العون الإنساني والذي تركز على محورين لصالح الإنسان وهما الفاقة والخوف· وهما لب حرية الإنسان حيث أكدت دراسات عدة أن نسبة العون الإنمائي الإماراتي بلغت نسبته أكثر من 3 بالمائة مقارنة بدول العالم التي لا تتجاوز 7ر0 بالمائة مع تميز الإمارات بتقديمه إلى دول إسلامية وغير إسلامية أكثر يسرا وطويلة الأجل في حالة القروض وأكثرها كان مجانا وعونا غير مشروط ولا يحمل أية أهداف سياسية· وتناول الحسن عدة مواقف لا تنسى لدولة الإمارات ممثلة في الشيخ زايد خاصة موقفه من العراق الذي لا يمكن نسيانه عندما طالب برفع الحصار عن الشعب العراقي حين قال ''رحمه الله'' كيف نرضى أن يتعرض 18 مليون عراقي للهلاك بسبب خطيئة شخص واحد· وأشار الحسن إلى موقف زايد ودبلوماسيته في التعامل مع المحتاجين مسلمين وغير مسلمين· ففي موقفه في حرب البوسنة والهرسك أمر المغفور له الشيخ زايد الهلال الأحمر بإرسال أدوية لعلاج الجرحى في هذه الحرب فتخوف عز الدين إبراهيم أحد المرافقين في الرحلة من أن تقع الأدوية في يد الصرب فلا تصل إلى جرحى البوسنة والهرسك ولمح بتخوف إلى رغبته في التعاون مع الصليب الأحمر فقال زايد قوله المأثور'' لا وجه للحرج في التعاون معهم هم أهل خير ونحن نقدم الخير ولا فرق بين المعتدي والمعتدى عليه عندما أقدم لهم الدواء فكلهم أرواح بحاجة إلى غوث''· وتناول الحسن في ختام محاضرته المرجعية الأخلاقية التي تحكم زايد ''رحمه الله'' فقد كان زايد مدرسة تحوي من الفضائل الكثير وعلى سبيل الذكر لا الحصر فضيلة الفطرة في التعامل مع المواقف وفضيلة الخير العام والحس المرهف بالمسؤولية وفضيلة التواضع مع النفس ومع الغير مع ما يمتلكه من ثروة وجاه
منقول***